استقر سعر صرف الدولار في سوريا خلال تعاملات اليوم الاثنين 9 أكتوبر 2023، حيث سجل سعر الدولار في مصرف سوريا المركزي 11500 ليرة، وسجل سعر الدولار في السوق الموازية 12950 ليرة للشراء، و13050 ليرة للبيع.
على الرغم من استقرار سعر الدولار، إلا أن أسعار السلع في سوريا تشهد ارتفاعًا كبيرًا، حيث أكد أمين سر جمعية حماية المستهلك في سوريا عبد الرزاق حبزة، أن تراجع سعر الصرف لم يصبح له تأثير مباشر على المواد المحلية الصنع، نتيجة التكاليف الكبيرة لعملية الإنتاج.
وأضاف حبزة أن أسعار الخضار والفواكه شهدت زيادات كبيرة وبعضها في موسمه، مشيراً إلى ارتفاع سعر زيت الزيتون بشكل كبير بالرغم من حلول موسمه، خاصة وأن كمية الإنتاج منخفضة لهذا العام، ما جعل سعر عبوة الزيت17 ليتراً يتجاوز مليون ليرة.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الغلاء أثر على حركة الأسواق نتيجة عدم وجود قدرة شرائية للمواطن، فزيادة أسعار المشتقات النفطية أثر سلبياً على حوامل الطاقة التي تعتبر أساسية في عملية الإنتاج والنقل وأيضاً التدفئة.
وأشار إلى ارتفاع الإقبال على شراء مادة الحطب من قبل سكان دمشق، خاصة وأن نسبة كبيرة منهم لم تحصل على مخصصاتها من مادة المازوت العام الماضي، إذ بلغ سعر كيلو الحطب قبل حلول الشتاء نحو 3500 ليرة بعدما كان بـ2500 ليرة في العام الماضي ما يطرح التساؤل عن آلية تسعير هذه المادة.
وأردف أن ارتفاع حوامل الطاقة انعكس بشكل كبير على مختلف السلع، والتي تضنت أكياس النايلون التي يعتمد إنتاجها على الفيول وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من تكلفة السلع المباعة لدى التجار، بالإضافة إلى تكاليف أجور النقل والحلقات الوسيطة.
أسباب ارتفاع أسعار السلع في سوريا
يمكن حصر أسباب ارتفاع أسعار السلع في سوريا في عدة عوامل، أبرزها:
- ارتفاع أسعار المشتقات النفطية: تعتمد عملية الإنتاج والنقل والتوزيع على المشتقات النفطية، وبالتالي فإن أي زيادة في أسعارها ينعكس بشكل مباشر على أسعار السلع.
- انخفاض قيمة الليرة السورية: أدت الحرب في سوريا إلى انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة.
- الاحتكار: يعاني الاقتصاد السوري من الاحتكار في بعض القطاعات، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع.
- الفساد: يساهم الفساد في ارتفاع أسعار السلع، حيث يقوم بعض التجار باستغلال الوضع الاقتصادي لرفع الأسعار.
تأثير ارتفاع أسعار السلع على المواطن السوري
أدى ارتفاع أسعار السلع إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المواطن السوري، حيث باتت القدرة الشرائية للمواطن محدودة للغاية.
كما أدى ارتفاع الأسعار إلى زيادة معدلات الفقر والبطالة، حيث باتت الأسر السورية غير قادرة على تأمين احتياجاتها الأساسية.
حلول لارتفاع أسعار السلع في سوريا
يتطلب حل مشكلة ارتفاع أسعار السلع في سوريا اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية، من أبرزها:
- حل الأزمة السياسية: سيؤدي حل الأزمة السياسية في سوريا إلى استقرار الوضع الاقتصادي وعودة الاستثمارات، مما سيؤدي إلى انخفاض أسعار السلع.
- دعم الإنتاج المحلي: يجب دعم الإنتاج المحلي لتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات السورية وخفض أسعارها.
- محاربة الاحتكار: يجب محاربة الاحتكار في القطاعات الاقتصادية المختلفة لضمان المنافسة العادلة وخفض الأسعار.
- مكافحة الفساد: يجب مكافحة الفساد لمنع استغلال الوضع الاقتصادي لرفع الأسعار.
يعد ارتفاع أسعار السلع في سوريا من أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد السوري، حيث يؤثر بشكل سلبي على معيشة المواطن السوري.