أعد الله أجرًا عظيمًا لمن يختم القرآن الكريم، فمن أهم هذه الأجور هو ارتقاء المسلم في الجنة بحسب ما قرأ من القرآن، حيث يصل إلى أعلى الدرجات. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها”.
كما عد العلماء حروف القرآن فوجدوا عددها ثلاثمائة وأحد عشر ألفًا ومئتين وخمسين حرفًا، فكل حرف يُقرأ يثمر حسنة ويُضاعف الله الحسنة إلى عشرة أمثالها، مما ينال القارئ الكثير من الحسنات بفضل الله على من يشاء من عباده الصالحين.
شهر رمضان المبارك هو شهر العبادات والخيرات، حيث يتضاعف فيه أجر الأعمال وترتفع قدرات الإنسان على الطاعة والتقرب إلى الله. يُحرص المسلمون في هذا الشهر الكريم على تقديم أفضل الأعمال وخدمة بعضهم البعض، بهدف الوصول إلى رضا الرحمن. يقول الله تعالى في سورة البقرة: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ” (البقرة: ١٨٥).
من بين الأجور التي أعدها الله لقارئ القرآن أيضًا أن القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة،
وقد ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالصيام والقرآن يشفعان للعبد في ذلك اليوم. كما أكرم الله من يختم القرآن الكريم بالدعوة المستجابة، وهو ما ثبت عن ابن عباس وغيره من الصحابة.
أما حكم إهداء أجر ختم القرآن إلى الآخرين،
فقد اتفق العلماء على أن العبادات المالية مثل الصدقة يصل أجرها إلى الميت، وذلك استنادًا إلى أحاديث صحيحة، أما العبادات البدنية كالصلاة والصيام والقراءة فقد ختلف العلماء في حكم إهداء ثوابها إلى الميت، فجوزه البعض وأنكره البعض الآخر.
ليس هناك شك في أهمية فضل ختم القرآن في شهر رمضان،
فتلاوته بتدبر تزيد الإيمان والقرب من الله. وفيما يتعلق بالمفاضلة بين كثرة القراءة وتدبرها، فإن الأفضل هو تلاوة القرآن بتدبر، إذ أن المقصود من القراءة الفهم والتدبّر المُفيد للعمل بها. ولا حرج في التلاوة دون تدبر، ولكن الأفضل دائمًا هو السعي لفهم المعاني والتأمل فيها.
اقرأ ايضا: اقرب الأعمال الى الله تعالى في شهر رمضان المبارك